ملخص كتاب النبوءة والسياسة
للكاتبة جريس هالسيل
تاريخ النشر: 1986
التصنيف: السياسة
والدين والقصص غير الخيالية
عدد صفحات
الكتاب: 210 صفحات
مقدمة
النبوءة
والسياسة الإنجيليون والأرض المقدسة في إسرائيل" بقلم جريس الكاتبة
يعتبر هذا
الكتاب استكشافًا عميقًا ومقلقًا للتحالف بين المسيحيين الصهاينة ودولة إسرائيل.
نُشر الكتاب في عام 1986، ويتناول الأسس اللاهوتية والتداعيات السياسية لهذا
التحالف، ويكشف كيف يشكل التفسير الحرفي للنبوءات التوراتية السياسة الخارجية
الأمريكية في الشرق الأوسط. يمثل عمل الكاتبة فحصًا نقديًا لقوة المعتقد الديني في
التأثير على الأحداث الجيوسياسية، ويظل قراءة حيوية لفهم الديناميكيات المعقدة
للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يبدأ الكتاب
بمقدمة تمهد الطريق لرحلة الكاتبة الشخصية في الاكتشاف. تصف تعرضها الأولي
للصهيونية المسيحية وإدراكها المتزايد لتأثيرها العميق على السياسة الأمريكية. في
البداية، تناولت الكاتبة، المراسلة السابقة للبيت الأبيض، الموضوع بدرجة من الشك،
لكن رحلاتها المكثفة ومقابلاتها مع شخصيات بارزة داخل الحركة أقنعتها بأهميته.
تسلط الضوء على الاعتقاد السائد بين الصهاينة المسيحيين بأن إنشاء دولة إسرائيل هو
تحقيق لنبوءة توراتية، وأن الدعم الثابت لإسرائيل هو أمر إلهي. وتزعم أن هذا
الاعتقاد يترجم إلى عمل سياسي، يؤثر على قرارات السياسة الأمريكية ويشكل مشهد
الشرق الأوسط.
تتضمن الجوانب الرئيسية للكتاب ما يلي:
استكشاف كيف
تساهم بعض المعتقدات المسيحية في تأجيج الأعمال السياسية.
دراسة العلاقة
بين الزعماء الدينيين والزعماء السياسيين وأتباعهم.
أقسام الكتاب
تدور أحداث
الكتاب حول رحلات الكاتبة ومقابلاتها، حيث يركز كل فصل على جانب مختلف من
الصهيونية المسيحية. تبدأ الكاتبة باستكشاف الجذور اللاهوتية للحركة، وتتتبع
أصولها إلى التفسير التدبيري للكتاب المقدس، والذي يقسم التاريخ إلى فترات أو
"أزمنة" مميزة. يفترض هذا التفسير أن عودة اليهود إلى الأرض المقدسة شرط
أساسي للمجيء الثاني للمسيح. ثم تدرس الكاتبة النفوذ السياسي للمنظمات الصهيونية
المسيحية، مثل الأغلبية الأخلاقية والسفارة المسيحية الدولية في القدس، وتوضح
بالتفصيل جهود الضغط التي تبذلها وعلاقاتها الوثيقة بالسياسيين الإسرائيليين. كما
تستكشف دور المبشرين التلفزيونيين، الذين يستخدمون منصاتهم للترويج للأيديولوجية
الصهيونية المسيحية وجمع الأموال للقضايا الإسرائيلية.
أحد الموضوعات
الرئيسية للكتاب هو نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين في الخطاب الصهيوني
المسيحي. توثق الكاتبة كيف يتم تصوير الفلسطينيين في كثير من الأحيان على أنهم
عقبات أمام تحقيق النبوءة التوراتية، ويتم التقليل من معاناتهم أو تجاهلها. وتسلط
الضوء على الخطاب الذي يستخدمه الصهاينة المسيحيون لتبرير الإجراءات الإسرائيلية،
بما في ذلك احتلال الأراضي الفلسطينية وتشريد السكان الفلسطينيين. تكشف المقابلات
التي أجرتها الكاتبة مع المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين عن التأثير المدمر لهذه
الأيديولوجية على حياتهم، وتكشف عن التناقض الصارخ بين السرد التوراتي والواقع
المعيشي لأولئك الذين وقعوا في الصراع.
ويتناول الكتاب
أيضاً الرؤية الكارثية التي تشكل أساس الكثير من اللاهوت الصهيوني المسيحي.
وتستكشف الكاتبة الاعتقاد بأن العالم يتجه نحو معركة نهائية، معركة هرمجدون، والتي
ستلعب فيها إسرائيل دوراً محورياً. وتزعم أن هذا الاعتقاد يغذي الشعور بالإلحاح
بين الصهاينة المسيحيين، مما يدفعهم إلى دعم السياسات التي يعتقدون أنها ستعجل
بالمجيء الثاني، حتى لو أدت هذه السياسات إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وتستشهد
بعدة اقتباسات من صهاينة مسيحيين بارزين تكشف عن نظرتهم الكارثية للعالم، مثل:
"إن عودة اليهود إلى إسرائيل هي علامة على أن نهاية العالم قريبة"،
و"يجب علينا دعم إسرائيل لأنها إرادة الله". وتسلط هذه الاقتباسات الضوء
على الاعتقاد الراسخ بأن تصرفات إسرائيل هي إرادة إلهية، بغض النظر عن التكلفة
البشرية.
تأثير الكتاب
كان تأثير كتاب
"النبوءة والسياسة" كبيراً، حيث أثار الثناء والنقد على حد سواء. فقد
أشاد المؤيدون بشجاعة الكاتبة في فضح النفوذ السياسي للصهيونية المسيحية
واستعدادها لتحدي السرديات التقليدية. واتهمها المنتقدون، وخاصة داخل المجتمع
الصهيوني المسيحي، بالتحيز والتحريف. وزعم البعض أنها بالغت في تبسيط القضايا
اللاهوتية المعقدة المعنية، في حين رفض آخرون عملها باعتباره معادياً للسامية. ومع
ذلك، يظل الكتاب مورداً قيماً لفهم التقاطع بين الدين والسياسة في الشرق الأوسط.
وقد أثار نشره نقاشاً أوسع نطاقاً حول دور المعتقد الديني في تشكيل السياسة
الخارجية، ولا يزال يُستشهد به في المناقشات الأكاديمية والصحفية حول الصراع
الإسرائيلي الفلسطيني.
التداعيات السياسية
يسلط الكتاب
الضوء على كيفية ترجمة هذه الأيديولوجية الدينية إلى دعم سياسي كبير لإسرائيل، مما
يؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العلاقات الوثيقة بين القساوسة
التلفزيونيين، وجماهيرهم الواسعة، والشخصيات السياسية الإسرائيلية.
ويستند عمل الكاتبة
على تجاربها الشخصية، بما في ذلك المشاركة في جولات "الأرض المقدسة"
التي نظمها رجال الدين التلفزيونيون مثل جيري فالويل. وتقدم الكاتبة روايات مباشرة
من مقابلات مع مسيحيين أصوليين، تكشف عن معتقداتهم العميقة حول إسرائيل ونهاية
الزمان.
لاهوت هرمجدون:
إن أحد
المواضيع الرئيسية هو انتشار "لاهوت هرمجدون"، الذي يتوقع معركة أخيرة
في نهاية العالم في الشرق الأوسط، حيث تكون إسرائيل هي النقطة المحورية.
أعربت الكاتبة
عن قلقه إزاء إمكانية أن يساهم هذا النظام العقائدي في خلق مناخ من القبول، أو حتى
التوقع، للحرب النووية.
اقتباسات من الكتاب
"عبادة إسرائيل: صعود
المشاعر القوية المؤيدة لإسرائيل بين المسيحيين "المولودين من جديد" في
الولايات المتحدة، والتي تدفعها تفسيرات للنبوءات الكتابية."
"إن هذا النظام
العقائدي، والذي يرتكز في كثير من الأحيان على نظرية التدبير الإلهي، يرى أن دولة
إسرائيل الحديثة عنصر حاسم في تحقيق نبوءات نهاية الزمان، بما في ذلك المجيء
الثاني للمسيح."
خاتمة
وفي الختام،
فإن كتاب "النبوءة والسياسة" كتاب قوي ومثير للتفكير يلقي الضوء على
التأثير الذي كثيراً ما يتم تجاهله للصهيونية المسيحية على السياسة الخارجية
الأميركية. ويقدم عمل الكاتبة منظوراً نقدياً للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويسلط
الضوء على التكلفة البشرية للأيديولوجية الدينية والمصلحة السياسية. وتكمن أهمية
الكتاب الدائمة في قدرته على تسليط الضوء على التفاعل المعقد بين الإيمان والسياسة
والسلطة، وتقديم رؤى قيمة حول الصراع المستمر من أجل السلام في الشرق الأوسط. ويظل
الكتاب مساهمة مهمة في فهم الشرق الأوسط، ودور الدين في السياسة.
عن المؤلف
كاتبو وصحفية أمريكية تتميز أعمال
جريس هالسيل بسردها المباشر وبحثها الدقيق. فقد سافرت على نطاق واسع في الشرق
الأوسط، وأجرت مقابلات مع مجموعة واسعة من الأفراد، من الساسة الإسرائيليين إلى
اللاجئين الفلسطينيين. وكتاباتها مفيدة ومثيرة، وتلتقط البعد الإنساني للصراع. وقد
منحتها خلفيتها كصحافية ومراسلة للبيت الأبيض رؤى فريدة حول عمل السلطة وتأثير
الإيديولوجية. وقد جعل تفاني الكاتبة في الكشف عن الحقيقة واستعدادها لتحدي
السرديات الراسخة منها صوتًا قويًا للسلام والعدالة.
في السـتينات والسـبعينيات من القرن الماضي كتبت غريـس هالسـل عدة كتب عن محنة السـود الأمريكان بعنوان ( شـقيقة الروح ) وعن مأسـاة الهنود الأمريكان بعنوان ( بسـي ذات الشـعر الأشـقر) . وكتبت كتابا عن معاناة العمال الوافدين من المكسـيك عبر الحدود بدون وثائـق تمنحهم الأقامـة القانونيـة.