LightBlog

محاكم التفتيش الكاثوليكية (Inquisition)

 محاكم التفتيش الكاثوليكية 

(Inquisition)



 

محاكم أنشأتها البابوية بداية القرن الـ 13 واستمرت حتى القرن الـ 16. أُنشئت بهدف معلن هو محاربة الهرطقة والحفاظ على مذاهب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، أما الغرض الحقيقي فكان إكراه الناس على اعتناق دين الحكام بالقوة. وطبق هذا النظام في البداية في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وانتشر في دول أوروبيا ومختلف ربوع العالم المسيحي. عرفت بسمعتها السيئة، وكان أكثرها بشاعة في إسبانيا بسبب شدّة تعذيبها واضطهادها للمسلمين واليهود على حد سواء. وظلت سياساتها تعرف تاريخيا بالاستبداد السياسي والفكري والتطهير العرقي تحت مسمى "الاعتقاد الكاثوليكي القويم". على مر التاريخ، كانت هناك العديد من المحاكم المتخصصة من هذا القبيل أهمها:

1.    محاكم التفتيش في القرون الوسطى، التي تعرض على المحاكم الكنسية من قِبل البابا إينوسنت الثالث في 1199.

2.     محاكم التفتيش الإسبانية، تابعة لملك إسبانيا، التي تأسست في 1478، والتي اعتمدت عليها محاكم التفتيش البرتغالية، ومحاكم التفتيش في المستعمرات الإسبانية والبرتغالية

3.     محاكم التفتيش الرومانية (مجمع للمحاكم التفتيش الرومانية والعالمي)، التي تأسست في 1542، والتي أعاد تسميتها في عام 1909 المجمع المقدس للمكتب المقدسة ".


محاكم التفتيش الإسبانية وإضطهاد المسلمين: 


بعد سقوط حكم المسلمين في الأندلس عام 1492م، تمكنت الكنيسة الكاثوليكية بتحالف مع حكام قشتالة، من تأسيس محاكم للقضاء على ما سموه وقتها بالفساد. لكنها مارست سياسات الاضطهاد ضد المسلمين الإسبان، وتركتهم بين خيارين، إما التنصر وإما الطرد. لم تلتفت المحكمة بداية إنشائها إلى اليهود الذين لم يتنصروا، بل ركزت على المتنصرين الذين يُشَكّ في ارتدادهم إلى الإسلام أو اليهودية، أو حتى المسحيين المتهمين بالهرطقة.

كان توماس توركوما دا، وهو رجل دين منتسب للمسيحية يرأس هيئة التفتيش للبحث عن هؤلاء الهراطقة، فيقوم بوعظهم وتعذيبهم وقتلهم إن لم يعودوا إلى كنف الكنيسة الكاثوليكية، وكان يسمى بالمفتش العظيم، وكان يعدم واحدًا على الأقل من كل عشرة أشخاص يمثلون أمام محكمته. كانت محاكم التفتيش وسيلة ملوك قشتالة لتطهير إسبانيا من جميع من يعتقد بغير الكاثوليكية. ولكن هذا لم ينجح كليا في القضاء على التواجد الإسلامية في إسبانيا، فلجوء إلى الطرد الجماعي. ففي الفترة بين 1609م – 1610م تم طرد ما لا يقل عن (275,000) مسلم إلى البلدان الإسلامية المجاورة في شمال أفريقيا. ظلّت محاكم التفتيش الإسبانية قوة مهيمنة لأكثر من 200 سنة، وقيل إنها نفذّت في تلك الفترة حوالي 32 ألف عملية إعدام.

وقد أُلغيت محاكم التفتيش في القرن التاسع عشر واستبدلت بالمجمع المقدس لشؤون العقيدة والإيمان في الفاتيكان. وتعتبر محاكم التفتيش من أكثر مؤسسات البشرية السيئة الصيت، وقد تمت المبالغة في نقل فعالياتها حتى قيل إنه راح ضحيتها خمسة ملايين إنسان.

ليست هناك تعليقات